أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين أن الإسلام حض أتباعه على الوقوف في وجه الظالمين بالنصح والإرشاد، والنطق بكلمة الحق أمام الجائرين، ولو كلَّفهم ذلك دفع حياتهم ثمنًا، بل جعل ذلك من أفضل الجهاد، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ".
وأضاف- في رسالته الأسبوعية، تحت عنوان: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله"- أن القيام بهذا الواجب يحتاج إلى إيمانٍ ثابتٍ ويقين راسخ، وتوكل تام على الله عز وجل، والخوف والهيبة منه وحده لا شريك له، والثقة الكاملة بأن الخلق لا يملكون لنا ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.
وطالب حكام العرب والمسلمين بأن يكفوا عن الظلم والفساد، وأن يضربوا على يد المفسدين، ويتركوا لليد الطاهرة، والقلوب المؤمنة، والنفوس المخلصة للوطن والشعب؛ أن تسير في طريقها للبناء، وأن تأخذ سبيلها للنهوض.
وتابع فضيلته: "أيها الظالمون والمفسدون الخير لكم أن تسمعوا لنصحنا قبل فوات الأوان، وقبل أن تحل ساعة الندم ولحظة العقاب، التي لا ينفع معها ندم، ولن يدفع عنكم غضب الله ما جمعتم من مال ظلمًا وعدوانًا، ولن ترد عنكم قوتكم ولا جندكم غضبة الشعوب، ولن يحميكم الغرب الذي تركنون إليه، وسينفض يده منكم، ولسان حاله يقول إني أرى ما لا ترون".
وضرب المرشد العام مثالاً بأمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عدله وما يجنيه من ذلك، كما قال له رسول "يزدجرد" آخر ملوك فارس: "عدلت فأمنت فنمت، وصاحبنا جارٍ فخاف فسهر"، مشددًا على أنه لا يوجد حاكم عربي أو مسلم يستطيع أن ينام في بيتٍ أو أن ينزل إلى الشارع أو يمشي في الأسواق أو حتى يدخل بيتًا من بيوت الله دون حراسة، على عكس الفاروق الذي اتخذ من عدله أشد وأقوى حراسة.
وحذَّر فضيلته من سعي القوى الكبرى وتنافسها إلى نشر الفساد والظلم والاستبداد في سائر بلاد المسلمين، وإن حاولت كل منها أن تستر جشعها ومناورتها بستارٍ من دعوى المبادئ الاجتماعية الصالحة والنظم الإنسانية الفاضلة كنشر الديمقراطية، وتعميم الحرية، وتحقيق العدالة، والمحافظة على حقوق الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق